المباراة العشوائية

تخبط داخل الحياة، نتيه داخل أنفسنا، ننجح مرة في تحقيق هدفنا ومرادنا ونخفق مئة مرة، نبحث كثيرا عن الطريق نجده مرة ونضله كثيرا، فنجد أنفسنا في حيرة من أمرنا، لِمَ ذلك التيه ولم ذلك الضياع ونحن نمتلك كل المقومات التي تجعلنا نصل إلى هدفنا ونحققه؟ أم تُرانا لم نمتلك أي شئ وأننا متوهمون بأننا نمتلك الكثير؟ تساءلت كثيرا لمَ لم نصل ؟!
حياتنا مثل #مباراة كرة قدم ولكنها مباراة مختلفة هذه المرة، إنها مباراة عشوائية، فقد وجد لاعبو المباراة أنفسهم داخل الملعب يمتلكون الكرة اللازمة لبدء المباراة ولديهم الشِباك التي سيسددون تجاهها الكرة كي يحرزوا الأهداف، ولكنهم جميعا لا يعرف بعضهم الآخر. الآن جميع اللاعبين داخل أرض الملعب، وجميعهم يعلمون أن عليهم أن يسددوا أهدافا بوضع تلك الكرة داخل الشباك ، جميعهم يعلمون الهدف وجميعهم لديهم المهارة والاحترافية للجري داخل الملعب والوصول إلى الشِباك وتسديد الأهداف لكنهم لا يصيبون الهدف، أو أن الكرة حقا داخل المرمى؟ لكن أي مرمى؟ و لأي فريق سيُحتسب الهدف؟ ولِم هذا الإخفاق؟
السبب أن جميع اللاعبين داخل الملعب لا يعرفون بعضهم البعض ولا يعلم كل لاعب إلى أي فريق ينتمي ولا نحو أي مرمي عليه أن يصوب كي يحرز الهدف لصالحه، فلكي ينجح اللاعبون في مهمتهم عليهم أن يتعرفوا، كل لاعب على الآخر ، وأن يعلم كل لاعب إلى أي فريق ينتمي ومن هم أعضاء فريقه، وكذلك عليهم أن يعلموا إلى أي مرمى يجب أن يسددوا الكرة كي يصيبوا الهدف.
هكذا نحن في حياتنا نمتلك جميع الإمكانيات والطاقات والمهارات التي تمكننا من الوصول إلى مبتغانا لكننا لا نعلمها جيدا، فنجد أنفسنا تائهين نتخبط قد نحقق هدفنا مرة ومرة أخرى نحقق هدفا لا يُحتسب لنا، فلكي نصل إلى هدفنا علينا أن نتعرف جيدا على أنفسنا بإمكانياتها وقدراتها إيجابياتها وسلبياتها فننمي الإيجابيات ونتخلص من السلبيات، وعلينا تعلم كيفية استخدام تلك المهارات والإمكانيات لتحقيق غايتنا. وكما أن اللاعبين لن يتمكنوا من النجاح إلا بعد أن يعرف كل لاعب الى أي فريق ينتمي علينا نحن أيضا أن نحدد انتماءاتنا نحدد هويتنا نتعرف جيدا إلى مبادئنا وأفكارنا التي تعبر عن ذواتنا، فكثيرا ما تكون مبادؤنا لا تنبع من ذاتنا ومن قناعتنا ولكننا نعتقد بهذا المبدأ أو نؤمن بتلك الفكرة لأننا نشأنا عليها أو أن شخصا ما نثق به قد أقنعنا بها فاعتنقناها لثقتنا في أهلنا او في هذا الشخص وليس عن اقتناع ذاتي منا أو من خلال بحث وتدقيق عن صحة تلك القناعات، ولأن هذه الأفكار والمبادئ هي التي ستشكل أهدافنا وغايتنا فتتضح أمام أعيننا تلك الأهداف ونعرف جيدا إلى أي مرمى علينا أن نسدد الكرة كي نحرز #الهدف.
وتلك المبادئ هي التي سوف تهدينا إذا ضللنا الطريق ، وهي من تخبرنا أي طريق نسلُك وبأي شيء نبدأ وأي فعل ننفذ كي نصل إلى مبتغانا. فيجب أن تكون تلك المبادئ يقينية لا تقبل الشك، نابعة من ذاتنا حتى لا تجعلنا نتخبط ونتيه في الطريق، فعندما نتعرف إلى أنفسنا جيدا ونحدد مبادءنا وأفكارنا سنسدد الكرة داخل المرمى الصحيح وسنحرز الهدف لصالحنا .
وإننا في بعض الأحيان يصلنا مفهوم مشوش وقاصر عن النجاح وعن تحقيق الهدف فنتخيل أننا كي ننجح يجب أن نكوّن ثروة هائلة أو أن نحقق شهرة، وتكوين مفهوم عن النجاح بهذا الشكل ناتج عن حصر الناجحين في هذه الفئة، فئة مالكي الأموال والمشهورين، فالنجاح الحقيقي هو أن تكون ذاتك، أن تسعى الى الوصول إلى الكمال الإنساني، فالإنسان لديه جانب مادي وهو متمثل في الجسد ومتطلباته وجانب عقلي وروحي، وتحقيق الكمال يأتي من خلال إشباع الجانبين دون طغيان جانب على الآخر. فالاهتمام بالجسد ومتطلباته المادية وإهمال الجانب العقلي ينزلنا إلى درجة الحيوانية فنفقد إنسانيتنا. ولكي نستطيع إشباع الجانب العقلي والروحي فعلينا أن نهتم بالجسد بالقدر الذي يحافظ عليه كأداة لإشباع جانبنا العقلي والروحي
شاركه على جوجل بلس

عن amina bel

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق