تربية الأبناء في الاسلام


من أهم حقوق الطفل على والديه أن يحصل على تربية سليمة تؤهله لكي يبني حياته ومستقبله على أسس سليمة تجعل منه إنسانا نافعاً لنفسه ووطنه .فالطفل بطبيعته البشرية حينما يولد في الحالات الطبيعية يتميز غالباً بعقلية نظيفة خالية من أي شوائب ، عقلية قابلة للتطوير ، أي أنه ذوعقلية قابلة للتربية . ومما لاشك فيه أننا نحن البشر نتميز عن المخلوقات الأخرى بالقدرة على التمييز بين الضار والنافع . والصالح والطالح لذا حينما نرزق بالذرية نحاول بكل ما أوتينا من قدرة تربية أبنائنا وبناتنا ليكونوا صالحين في أنفسهم وفي مجتمعهم .

ولأن مفهوم التربية السليمة يختلف بين الشخص وآخر ولذا يتعرض بعض الأطفال لتربية اجتهادية خاطئة وفي الغالب تعتمد على عادات اجتماعية خاطئة أوسوء فهم لأساليب التربية الفاعلة ، لذا نرى الكثير من الأطفال لديهم مشاكل تربوية كبيرة في حياتهم وفي الغالب تؤثر على نجاحهم في حياتهم العملية والاجتماعية ويشتكي أهاليهم من وجودها في أبنائهم دون أن يعلموا أنهم هم السبب في ذلك من خلال الأساليب التي اتبعوها في تربيتهم .
ومن أهم تلك الأخطاء التربوية ((الإقصاء)) . فمثلاً يقوم الأب بإسكات ابنه حينما يتكلم أو يشارك في حديث بوجود ضيف أوحتى بالمنزل بين من هم أكبر منه عمراً . وربما يعتبر ذلك قلة أدب وهذا التصرف التربوي الخاطئ يكون لدى الطفل شخصية ضعيفة غير قادرة على ممارسة حقه في المشاركة والنقاش بفعالية مما يتسبب في أضعاف قدرات الطفل الشخصية وبالتالي الحياتية كما قد يتسبب هذا الأسلوب تربية الطفل انعزالية وإضعاف ثقته في نفسه لشعوره بالإقصاء . لذا من المهم إعطاء الفرصة في المشاركة في الحديث وابداء رأيه مع التوجيه بطريقة تخلو من التقريع في حالة تجاوز الحدود المعقولة من الأب . ويؤكد التربويون أن مشاركة الطفل في الحديث بين الكبار تولد لديه كما ً كبيراً من الثقة وإثراء بفكرة كبيرة من الثقافة . ومن أهم الأخطاء في تربية الأطفال : ((التذبذب في القرار )) داخل المنزل بين الأم والأب (نعم ,لا) حينما يطلب من الأب شيئا ويقول له ((لا)) والأم ((نعم )) هذا التذبذب يولد لدى الطفل عادة الإلحاح لأنه يعرف سيحصل على ما يريده وعليهم التريث ودفع الطفل ليمارس حقه في عملية الإقناع مما يساعد على تنمية قدراته في النقاش السليم واحترام الرأي الآخرأما المنع ((تخويف الطفل )) فمثلا يصور الأباء الشارع والمجتمع خارج أسوار المنزل مجتمع مخيف يحيط به الكثيرمن الأخطار وهذا يولد لدى الطفل الخوف وعدم الأمان في التعايش مع الاخرين خارج المنزل وبالتالي يتسببون في جعل الإنطوائية تتركز في شخصيته . والنقاشات الحادة بين (الأب والأم ) إذا تمت أمام مرأى ومسمع الأبناء تخلق نوعاً من الخوف والقلق على التعايش بين (الأب والأم ) اللذين هما عش الأمان بالنسبة لهم .
لذا يجب تجنب النقاشات أمام مرأى ومسمع الأبناء . وإن تم يجب على الوالدين بالتوضيح للأبناء بأن ماحدث شي طبيعي لن يؤثرعلى علاقتهما. وأخيراً من أهم الأخطاء في التربية الأطفال : الاتكال على الخدم في التوجيه وتربيتهم وتحديد نظام الغذاء دون مسائلة ومتابعة دقيقة . والكثير من الأطفال الذين تربوا بين الخدم فقدوا التربية الإسلامية والحنان من الأبوين والمجتمع الأسري، فأصبحوا يعانون الكثير من التشتت وربما تنكر على مجتمعه وأسرته . لذا من الواجب على ( الأب والأم ) اللذين يعتمدون على الخدم المساعدة بتربية أبنائهم لأنشغالهم في وظائفهم تخصيص بعض الوقت لمتابعة حياة أبنائهم لأن ذلك على الأقل سوف يكشف لهم الكثير من الأخطاء التربوية المستوردة من خلال الخدم . 

كما أن فتح الحوار مع الأبناء من طرف الوالدين؛ واعطاء الأبناء الفرصة للحديث والاثناء على كلامهم؛ يعطي للحوار 
نكهة خاصة ويطفي عليه جو من الحب والثقة في النفس؛ وهذا هو المهم اذ أننا نجد اليوم في بعض الاحيان؛ بعض الشباب 
لايقدرون عى الجلوس مع الناس الغرباء؛ أو في المناسبات وحتى اذا جلسوا لايتلكمون؛ ليس لأنهم لايريدون الحديث وانما لأنهم لايقدرون على الحديث؛ بسبب أزمات نفسية يشعرون بها مثل الخوف و الاضطراب وهذا يخلف كدمات نفسية عميقة في نفسية الشاب 
هذا ناتج عن أشياء كان الطفل يعشيها في الصغر؛ مثل القمع وعدم اعطائه الفرصة للحديث؛ وتوصيل فكرته 
فقط القمع والملاحضات الجارحة التي تجرح نفسيته وتجعله يهرب من الجلسات العائلية لأنه ان جلس فلن يقول شيئا 
وان تكلم فلن يسمع له أحد؛ فقط سيعمق الألم في نفسه؛ وهذا ما يجعل طفل عندما يكبر ويصبح شابا
يهرب من الجلسات العائلية؛ أو الاجتماعية ويميل الى الوحدة والشك؛ في نفسه وفي قدرته على العمل 
ويدمر الثقة في النفس كليا مع مرور الأيام؛ مالم يعالج هذا الخلل بسرعة ويعطي الشاب الحرية داخل البيت؛ والعمل على تعزيز الثقة في نفسه وفي قدراته الذاتية .

كما ينبغي تعليم الطفل كيف يحترم ويخضع لنظام الاسرة وتدريب الطفل على اهمية اتباع النظم السائدة في المنزل والتمسك بالعادات والتقاليد الأسرية الحميدة، بحيث يتعامل مع الاخرين باسلوب مهذب ويدرك حدود حريته دون الاضرار بحريات الاخرين واحترام رغباتهم وان ينشأ على الطاعة لا العصيان ولذا يجب على الاهل اعطاء الطفل قدر من الاستقلال للتعبير عن ذاته وابداء الرأى بحيث يكون 
دوره ايجابيا في الوسط المحيط به عندما يكبر,

وينصح علماء التربية بضرورة ان تتسم تربية الطفل بالحزم والجدية والمنطقية والثبات مع الوداعة مع التأكيد على ضرورة ان يشعر الطفل بالحب والامن والامان من جميع من يحيطون به ويترك ذلك احسن الاثر على نضوجه العاطفي عندما يصبح شابا يتأثر ويؤثر فيمن حوله من الافراد وبذلك يؤدي التدريب بثمرته المرجوة في المستقبل 

وعلى الاهل ان يتحلوا بالحكمة والصبر والمثابرة وألا يسارعوا الى عقاب الطفل واذا اضطرت الام الى عقاب طفلها يجب ان توضح سبب العقاب للطفل حتى لا يقع في الخطأ مرة اخرى 
ويجب ان يتحلى اسلوب تربية الاطفال بالمرونة والتكيف وفقا لاحتياجات كل طفل على حدا، ولا جدال ان التربية القائمة على الحب والحنان والتشجيع والتقدير للاكتساب القدرة على الاستجابة للنظم المتبعة تؤتي بثمار طيبة في مراحل العمر المختلفة.

شاركه على جوجل بلس

عن amina bel

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق